صيام ثلاثة ايام من كل شهر

والصوم معناه الإمساك عن الطعام والشراب وأي شيئ من المفطرات خلال وقت محدد بضرورة مع وضع نيية لذلك، ويكون وقت الصيام من قبل طلوع الشمس أي عند سماع آذان الفجر وينتهي هذا الوقت الذي يمسك فيه الإنسان عن الطعام والشراب بعد غروب الشمس أي عند سماع آذان المغرب.

وللصوم حالتان، صيام مفروض وهو الصيام الذي قد افترضه الله عز وجل على كل مسلمٍ عاقلٍ بالغٍ وقادرٍ، ويكون حكم تركه بدون سبب شرعي ومقنع حرام ويأثم صاحبه لمخالفته أوامر ربه تبارك وتعالى بدون أي سبب أو عارض ألم به؛ والحالة الثانية من حالات الصيام هي صيام التطوع، وهو الصيام الذي يبتغى به إرضاء الله عز وجل وكسب الأجر والتقرب منه تبارك وتعالى، وليس هناك من حرج على من تركه فهو صوم نافلة لم يفرضه الله تبارك وتعالى على عباده ولكنه قد وضع فيه الكثير من الأجر والثواب لمن يضحي ويقوم بالصيام لأجل الله تبارك وتعالى.

وصيام ثلاثة أيام من كل شهر هو من صيام التطوع الذي جعل الله عز وجل فيه الأجر الكبير والثواب العظيم لمن صام فأمسك وقام فاجتهد، ويجوز للإنسان أن يجعل وقت صيامه لهذه الثلاثة أيام متى ما أراد من الشهر، فيجوز له أن يجعلها في أيام الاثنين والخميس لما فيهما أيضا من الفضل، فمن فضل يوم الاثنين والخميس أن الله عز وجل يرفع فيهما عمل المسلم من الأسبوع إليه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلـم في هذا الشأن: " إنهما يومان يعرض فيهما العمل الصالح على الله، وأحب أن يعرضي عملي فيهما وأنا صائم".

وصوم ثلاثة أيام من كل شهر في أي وقت من الشهر وفي أي أيام يتم اختيارها طيب كله إن شاء الله سواءا جعل صيام تلك الأيام الثلاثة في بداية الشهر أو في أواخره، أو جعل صيامها في أيام الاثنين والخميس، أو في غيرهن من الأيام، أو جعلها في الأيام الثلاثة البيض أو غيرها، فكل ذلك محمود للإنسان الصائم المحتسب لقول رسول الله صلى الله عليه وسلـم في هذا الشأن والصدد لعبد الله بن عمرو: "صم من الشهر ثلاثة"، ولم يحدد رسول الله صلى الله عليه وسلـم أيا من الأيام.

أما عن الأيام البيض من الشهر وهن الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر، فقد أخذ أمر استحباب الصيام فيها لما قد قاله أبو ذر الغفاري رضي الله عنه وأرضاه عن حبيبه وحبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلـم أنه قد قال له: "يا أبا ذر إذا صمت من الشهر فصم ثلاث عشر، وأربع عشر، وخمس عشر"، وقد صحح هذا الحديث الشيخ الألباني.

والخلاصة أن صوم ثلاثة أيام من الشهر ليس له وقت معين يلزم الإنسان به، وإنما هناك بعض الأوقات التي يكون الفضل فيها أكثر من غيرها في بعض الأيام الأخرى.